
في ذكرى رحيل المشير طنطاوي.. محطات مضيئة في علاقته بالرئيس السيسي

تحل اليوم الأحد 21 سبتمبر 2025 الذكرى الرابعة لرحيل المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق والقائد العام للقوات المسلحة ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق، الذي غيبه الموت عام 2021 عن عمر ناهز 86 عامًا، لتعلن الدولة وقتها الحداد الرسمي لثلاثة أيام تكريمًا لمسيرته الوطنية.
المشير طنطاوي، الملقب بـ"رجل الأقدار"، ارتبط اسمه بمحطات فارقة في تاريخ مصر، خاصة عقب تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك في فبراير 2011، حيث تولى مسؤولية إدارة شؤون البلاد بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، متحملًا أعباء مرحلة هي الأصعب في تاريخ الدولة الحديثة.
تقدير السيسي للمشير
لم يترك الرئيس عبد الفتاح السيسي مناسبة إلا وأشاد فيها بالدور الوطني للمشير طنطاوي، معتبرًا إياه قائدًا حكيمًا استطاع أن يعبر بالوطن من مرحلة حرجة. ففي أكثر من احتفال رسمي، وجه السيسي التحية المباشرة لطنطاوي، منها خلال الذكرى الـ42 لانتصار أكتوبر، حيث كشف أن الجيش المصري عاش 20 عامًا يتقاضى نصف الرواتب بفضل فكرة كان بطلها طنطاوي، في خطوة اعتبرها السيسي تجسيدًا لتجرد الجيش وإخلاصه للوطن.
كما حرص الرئيس على تكريمه في مؤتمرات واحتفالات رسمية، منها حفلات التخرج بالكليات العسكرية والندوات التثقيفية للقوات المسلحة، مشددًا على أن التاريخ سيتوقف طويلًا أمام الدور الذي أداه طنطاوي لحماية الوطن والحفاظ على استقراره.
حضور دائم وتكريم مستمر
بعد فترة غياب أعقبت إحالته للتقاعد بقرار من الرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2012، عاد المشير ليظهر بجوار الرئيس السيسي في مناسبات وطنية بارزة، حيث كان ضيفًا دائمًا في افتتاحات المشروعات القومية وحفلات الإفطار التي تنظمها القوات المسلحة. وفي إحدى المناسبات، أهدى السيسي المصحف الشريف الذي تلقاه في حفل تخريج دفعة عسكرية إلى طنطاوي وسط تصفيق الحاضرين، في لفتة رمزية عبّرت عن عمق التقدير المتبادل.
كما خلدت الدولة اسمه بإطلاقه على مسجد المشير في القاهرة، وعلى دفعات عسكرية، وأيضًا على محاور وطرق وكراكة في قناة السويس، تخليدًا لدوره الوطني.
بيان رئاسة الجمهورية
وعقب وفاته، أصدرت رئاسة الجمهورية بيانًا نعت فيه المشير، مؤكدة أن مصر فقدت "رجلًا من أخلص أبنائها وأحد رموزها العسكرية الذي وهب حياته لخدمة وطنه أكثر من نصف قرن"، مشيرة إلى بطولاته في حرب أكتوبر 1973 ودوره كقائد دولة واجه أصعب الظروف.
مسيرة وطنية
وُلد طنطاوي عام 1935 وتخرج في الكلية الحربية عام 1956، ليشارك في حروب 1967 والاستنزاف وأكتوبر 1973، ويحصل على نوط الشجاعة. تنقل في عدة مناصب قيادية داخل القوات المسلحة، منها قيادة الجيش الثاني الميداني والحرس الجمهوري، قبل أن يتولى وزارة الدفاع عام 1991. وفي 1993 حصل على رتبة المشير، ليصبح أحد أبرز القادة العسكريين في تاريخ مصر المعاصر.
قاد البلاد بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد ثورة يناير وحتى انتخاب رئيس جديد في يوليو 2012، ليترك بعد رحيله إرثًا وطنيًا ومسيرة عطاء تتوقف عندها الأجيال طويلاً.
